علاج فكري 7

                                                                    علاج فكري (7)

 الفكر والغواية(ب): أخطر ما أغوى به أبو مرة الإنسان أنه يملك عقلا ينفرد به عن الأنبياء..حال المغوي يقول:أنا أفكر إذن لست بحاجة للوحي والغبي من يترك شأنه للوحي وهو يستطيع أن ينظم شأنه ويرسم مستقبله لكن ضميره الفطري أزعجه بوخزاته.. لأنه موال للأنبياء، فدخل أبو مرة على خط فكره مجددا فوسوس له بالإنكار المطلق للوحي فأسس له مذهب الشك الهدام، فأنكر الثوابت الدينية والضرورات المذهبية حتى يخرس هذا الضمير، فصار الشك راحتهم وطمأنينتهم وبدونه لا يلتذون بدنيا أو شهوة، فهم في حنين إليه، فالمغوي مأسور في سجن غرائزه ولا يطلقها إلا الشك والإنكار بسوسة أبي مرة مستخدما حواسه الباطنة..حيث قال شاعرهم: 
أما اليقينُ فلا يقينَ وإنما أقصى  ---اجتهادي أن أظُنّ وأحدِسا. 
وقال أيضاً: 
  خُلِقْنا لشيءٍ غيرِ بادٍ وإنَّما --- نَعيشُ قليلاً ثمّ يُدرِكنا الهُلكُ. 
ولو عدل المغوي مرآة عقله للرب لهدأت غرائزه، وأطاعت حواسه عقله، فكانت الأنبياء أساتذته    والوحي كتابه والجنة حياته ومسكنه والمؤمنون أخوته والجمال بفتح الميم والخيرات آثاره وملك الخلود سمعته..حيث قال الرب الكريم: تعالى: (ذَلِكَ الكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) وهو القائل أيضا: (وَمَا كَانَ هَذَا القُرْآَنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ الله وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ) وقال تعالى (تَنْزِيلُ الكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ).


الكاتب: الشيخ سعيد القريشي


كتب أخرى:

علاج فكري 12

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية

علاج فكري 1-4

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية