ماهو سر العداء للشيخ الاوحد وكيف بدأ

                                   ماهو سر العداء للشيخ الاوحد وكيف بدأ؟؟ الحلقة الأولى

الحلقه الاولى:

العنوان : ماهو سر العداء للشيخ الاوحد وكيف بدأ؟؟

يقدم السيد محمد حسن آل الطالقاني في أطروحته ( الشيخية ) سيناريو أكثر وضوحاً لحقيقة المؤامرة نلخصها كالتالي : ضاق القوم ذرعاً من الأحسائي ، ففكروا في الخلاص منه طويلاً وهداهم فكرهم إلى ما اهتدى إليه زملائهم في كربلاء من قبل فأجمعوا على أن أنجع طريقة للخلاص منه هي إثارة زوبعة حوله ، ثم يقول : السيد الطالقاني (( وذلك عمل يحسنونه ويعرفون كيفية التمهيد له والوصول إليه )) وكل هذا التدبير المحكم كان خلف الكواليس والشيخ الأوحد لا يعلم ، مسترسل في سيرته ونشر علومه . تداولت الآراء بين علماء العراق وإيران وكان أكثر علماء العراق من الإيرانيين ، وقد تمت الكلمة على الوقيعة بالشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي ، ولكن من يروي الشرارة الأولى ، ومن يملك الجرأة ليسقط شخصية لها كل هذا الرصيد الشعبي والحكومي ، كالأحسائي ؟ وأين المكان المناسب ، هل هو العراق أم إيران ؟ وفي زيارة للشيخ الأحسائي إلى قزوين وكان مقيماً بها إذاك ( الشيخ محمد تقي البرغاني ) المشهور بالشهيد الثالث . وكان أشهر علمائها والزعامة منحصرة فيه ، والأحسائي في اعتقاد البرغاني لن يعدوا بيته وبنزول الأحسائي ضيفاً عليه سيزيد قدره واحترامه في المجتمع ، وعلى هذا لم يوجه البرغاني دعوة للشيخ الأحسائي ، وفي قبال ذلك كان الشيخ عبد الوهاب القزويني ، وهو من الفقهاء وأئمة الجماعة ومن تلاميذ الأحسائي أيضاً ، ومن عائلة كبيرة إلاّ أنه دون البرغاني سمعة وعلماً . والشيخ عبد الوهاب حينما سمع بقدوم الشيخ أستاذه إلى قزوين أرسل جماعة لاستقباله قرب همدان ودعاه للنزول في منزله فقبل بذلك . فاعتبر ( البرغاني ) ذلك تكريماً من الأحسائي لتلميذه وحط من قدره هو . تهافت العلماء وسائر طبقات المجتمع على بيت الشيخ عبد الوهاب لزيارة الأحسائي ، وكان الشيخ البرغاني في مقدمة الزائرين وقد عتب البرغاني على الشيخ لعدم نزوله في بيته ، فكان مما قاله : (( إنني أعلم العلماء هنا وكان من اللازم عليك أن تنزل داري بدون دعوة )) . فأجاب الشيخ أحمد : (( إن دعوة المؤمن محترمة شرعاً وإن لم يكن أعلم ، وأنا تابع للشرع لا للأعلمية )) فكان الجواب مؤلماً ومسكتاً ، يقول الطالقاني : فبدأ البرغاني الحقد والوقيعة به من هذه اللحظة . فصار يتحين الفرص على الشيخ الأحسائي ، والأحسائي بدوره كان مسترسلاً على طبيعته في كل مجالسه يتحدث عن نظرياته العلمية وآرائه الحكمية ، كالجسد العنصري ومقامات أهل البيت عليهم السلام و ( انشقاق القمر ) و ( المعراج ) ، فحانت البرغاني الفرصة للوقيعة بالشيخ أحمد بن زين الدين ، فأخذ نصوص الشيخ حول كل ذلك وأضاف عليها من عنده كفريات وصار ينشرها بين الناس على أن هذا هو رأي الشيخ أحمد وساعده على ذلك جماعة من الفضلاء أعداء الشيخ عبد الوهاب القزويني للإطاحة بالاثنين معاً . ومن جهة أخرى كان على الشيخ الأحسائي أن يرد الزيارة على من زاره ، فذهب هو وجماعة من فضلاء وأعيان قزوين لزيارة الشيخ البرغاني ... ولكن البرغاني في هذه الجلسة أشعل الخلاف حينما سأل الأحسائي عن رأيه في المعاد ، هل هو موافق لرأي صدر الدين الشيرازي أم مخالف ؟ فقال الأحسائي : أنا أرى عكس رأي الملا صدرا في هذا الموضوع ورأي أن الذي يعود هو الجسد الأصلي ، لا العنصري . وقال البرغاني العنصري غير ( الهوروقليائي ) وهذا منافي لضروري من ضروريات الدين . فانبرى أحد تلاميذ الأحسائي لمجادلة البرغاني فأسكته . وانفض المجلس بالخلاف والكدر . وخرج الأحسائي ذلك اليوم للصلاة ولم يحضر معه أحد ، كما كان متبعاً ، سوى تلميذه الوفي الشيخ عبد الوهاب القزويني . ثم يقول : الطالقاني ونظراً لمنزلة الأحسائي الكبيرة عند الجميع وعظمته العلمية المعترف بها من الكل ، رأى الشاه زادة ركن الدولة علي نقي ميرزا حاكم قزوين أن ما قام به البرغاني اعتداء صريح لا يمكن السكوت عنه . كما خاف على سمعته ممّا ستحدثه الغوغاء من فوضى في أيام حكومته . من هنا حاول حفظ نفسه من التعرض لغضب السلطان فتح علي شاه الذي كان يحبّ الأحسائي ويبالغ في تعظيمه . فماذا سيكون موقفه منه إذا سمع بأنّ الأحسائي أُهين في قزوين وهو حاكمها ؟ وهذه أسباب كلها اضطرته للتدخل بين الرجلين لإنهاء الخلاف وإنها المشكلة . وكان مما جرى به أن دعا علماء قزوين إحدى الليالي لتناول العشاء في بيته ، ودعا الشيخ أحمد بن زين الدين كذلك ، كان الشيخ الأوحد جالساً في صدر المجلس حين دخل البرغاني ، ومن المفروض أن يجلس البرغاني إلى جانب الشيخ أحمد بن زين الدين في صدر المجلس كي يناسب جانب اللياقة لعلية القوم ، لكنه جلس بعيداً عنه وترك عازلاً بينهما . وحين الطعام كان من المفروض أن يجلس البرغاني على مائدة واحدة مع الشيخ أحمد . إلا أنه تركها وجلس مع الآخرين . وبعد الطعام تغير ترتيب مقاعد الجلوس فصار البرغاني قريباً من الشيخ أحمد بحيث يرى كل واحد الآخر . فقام البرغاني فوضع كفه على جانب وجهه ناحية الشيخ أحمد ، كي لا يراه . بدأ الحاكم الحديث فتكلم طويلاً . وكان مما قاله : إن الأحسائي شيخ العلماء وكبير الروحانيين من العرب والفرس ، وإن احترامه واجب على الجميع ، وإن على البرغاني أن لا يدخر وسعاً في تكريمه وأن لا يتلفت إلى كلمات المفسدين الذين أوقعوا الجفوة بينهما . فرد البرغاني بقوله : ليس بين الكفر والإيمان صلح ولا إصلاح . فللأحسائي في مسألة المعاد رأي يخالف الضروري من أحكام الدين ، ومنكر الضروري كافر . فبذل الحاكم كل جهد ممكن في إخماد الفتنة ومعالجة الموقف إلاّ أنه فشل وأكد البرغاني تكفيره للأحسائي وخرج .

المصدر: موقع الشيخ العشوان - مقاله للشيخ القريشي حفظهم الله

إعداد: عبدالله علي العشوان



كتب أخرى:

علاج فكري 11

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية

علاج فكري 14

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية

علاج فكري 7

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية

عقيدتنا 2 العقيدة وأصول الدين

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية

علاج فكري 12

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية