الفكر والاجتهاد(ب): كان من الضرورة نقاش الاجتهاد الفقهي في النص السابق لظهور جيل شاب يأول النص الديني وفق مشتهاه الثقافي أو نزوعه السلوكي رغم كونه لا يملك تأهيلا مطلقا في هذا التخصص وما شجعهم على ذلك وجود طلاب علم غير كفوئين اقتحموا ساحة تبليغ الدين وهم لم ينضجوا أو يتقنوا التخصص الديني أو يعطوه نصيبا من عقلهم وحياتهم حتى يصلوا للفطام، فاصطدموا بشباب مشككين مشاكسين سلموا قيادهم لثقافة التأويل العبثية التي تقوم بالأساس على التحرر الذي لا يخضع للقيم الأصيلة أو مرجعية صريحة يقودهم كتاب وشعراء غاوون امتلؤوا شكا وحنقا لضياع أعمارهم حسب زعمهم بسبب تربية الأجداد والجدات..أذن ليس عندهم فرصة للتخلص من عبأ هذا التراث وطوق هذا السجان (الفقيه...) إلا بالقفز على مسلمات العلم والعرف فادعوا قدرات الاجتهاد في فهم النص الديني، فابتدأوا بتشجيع ما يستفز المجتمع سلوكا وقيما فقلنا لهم محبين: فكروا قبل المنعطف..لكن يجب أن نعترف أننا نواجه شبابا ضائعا من داخله ربما لأنه يحمل ثقافة سلبية(عدمية) ينتظر من يشحنها!!! يحمل ذنب هؤلاء الشباب الوكلاء الشرعيون الذين مالوا للدنيا فأبعدوا الفضلاء واستعملوا الجهلاء فأفرغوا الساحة للمشككين والحانقين، فهل سيتعض الوكلاء الشرعيون الكبار بدعم الطلاب النابهين وتمييزهم عن المتملقين والفاشلين كما فعل الشيخ المفيد مع الشيخ الطوسي (رحمهما الله) نحن ننتظر؟؟!!