علاج فكري 8

                                                            علاج فكري(8)

الفكر والحرية(أ): أجمل وأغلى ما يملكه الإنسان طوال حياته بعد دينه هو حريته بدونها يذبل كتينة نشفت لا ينعشه إلا عودتها تدب في حركته وسكونه في كلامه وتفكيره، في كتابته وفنه.. بها يستلذ المرء بشبابه ربما هي تفوق       الصحة قيمة والمال حاجة وربما لا يدرك شيئا مما قلت إلا من تذوق طعمها وسلك دربها، كما قال أبو ماضي: 

(حرٌ ومذهبُ كلِّ حرٍّ مذهبي . . ما كنتُ بالغاوي ولا  المتعصِّبِ )  إذن هي الحرية الحمراء الجميلة التي دعا الحسين ع خصومه لها:(كونوا أحراراً في دنياكم). فهذه الحرية لها أعراض منها: (الاعتراف بالرب الخالق) للارتباط بالأصل و(بمعلمي البشرية رسل الإله) للتتلمذ وأخذ درس الحرية و(المشي على أصل الخلقة) فكل منحرف عن صنعته يفسد و(التأصل في القيم) ﻷنها غاية السلوك المتحرر و(الاعتراف بالبداية والنهاية للإنسان) فهذا من جوهر الفكر الحر ليحد تجبر الإنسان و(الاعتراف بالشريعة الربانية المنظمة للسلوك البشري) للخروج عن السلوك الحيواني وفي قبالها الحرية المتفسخة والتي لا  تضبط بقيد وتمتهن اللا مذهب مذهبا والتعدي قولا وفكرا حرفة فهي تستفز الآخر لمجرد الاستفزاز لا على أساس وثيق أو هدف نبيل أو علم يحكم العلاقات الاجتماعية بلا تناحر يهدم أساس الحرية المستهدفة للجميع، فأول اعراض مدعي الحرية المتفسخة (التعدي على حرية غيره) +(الدعوة لفكره حصرا)+(التعصب الأعمى) +( ألغاء الآخر)+(إقصاء الآخر)+(رمي الآخر بالجهل)+(الوصاية على الآخر)+(لا يملك مبادئ) وأخطرها (الخداع) للوصول للهدف، فحريته وسيلة وليست غاية فأين حرية من يدعو للإلحاد والتفسخ والتشكيك لمجرد التشكيك والتفسخ والإلحاد بلا وجهة توصل البشرية للأمان والخير. فالحرية هي ما يحمي الإنسان دنيا وآخرة مع إطلاق سلوكه وتفكيره المتحررين، وهما من يصنعا السعادة والطمأنينة. 

سعيد القريشي