الفكر والشريعة: الشريعة هي دستور الرب للموجودات، الله خلقها وهو الأحق بتنظيم حياتها وشؤونها..لم يتنازل الله لأحد أي كان تأسيس أحكامها أو نسخها أو تفسيرها. وخص شرحها برسوله وتأويلها بخلفائه ثم أرشد خلفاؤه العامة من الناس بالرجوع للفقهاء ثم شرحوا صفات الفقيه جيدا حتى لا يلتبس على الناس مأخذهم وشددوا بالاحتياط حتى لا يدعي الجهلاء والطامعون ما ليس لهم. وكان الصادق ع لا يسمح أن يفتي الناس إلا خاصة تلاميذه العلماء ك(زرارة) و(محمد بن مسلم) وفي العقيدة ينظر للناس (هشام بن الحكم) و(أبو جعفر الأحول) وكان عليه السلام يعزل ثقافيا واجتماعيا المدعين الذين يدخلون في الشريعة والعقيدة ما ليس فيها حتى لا يتساووا مع حملة الدين وحفظته الذي جاهد الصادق ع بتربيتهم وتعليمهم فهم كنزه الذي لا يقدر بثمن ولا يعوض على عكس ما يفعله الوكلاء الشرعيون اليوم يطردون العالم بكل الطرق من التضييق المادي والأهمال الاجتماعي والتستر الأعلامي حتى يتعب وينزوي أو ينسحب نهائيا أو يعطل ويقرب الجاهل السفيه ويكرم ويرقى أعلاميا كل ذلك لسبب جوهري بسيط خوفهم من المزاحمة ونحن نعاني سوء فعلهم بتراكم الويلات الاجتماعية والجهل بالدين وتشويه سمعة الشيوخ الفضلاء على الحقيقة بسبب تلبيس مقامهم للمتملقين وغير المتعلمين وكل ذلك يظهر بعلاقة جدلية طردية على فكر الشريعة فكلما تصدى غير الكفوئين ضاعت معالم الشريعة بضياع حامليها وضعف الإيمان وكثر الشك والانحراف والتقلب في الدين واستعر التنافس من الجهلاء على إمامة الجماعة والعكس عكسه وهذه معادلة اجتماعية يسهل فهمها لكل عاقل.