علاج فكري 14

                                                            علاج فكري(14)

(الفكر والوكيل الشرعي الصالح): يحتل الوكيل في مجتعنا حيزا كبيرا من الأهمية أخذ قيمته من تعامل الأئمة (ع) مع وكلائهم حيث يتسم وكيل المعصوم ع بالنزاهة والتقوى والعلم والحركية لبناء المجتمع والإنسان وتجسيد منية المعصوم (ع) في إعلاء صرح الإنسانية بكلها وفردها، ففي عصرنا وفي المدن الكبرى يعطي الفقيه (المرجع) للوكيل حق التصرف في مال المعصوم (ع) لتحقيق الغايات النبيلة هدف الأنبياء(ع)، فالصالحون منهم تنسحق ذواتهم فلا يرون أنفسهم ويتهمون أنفسهم قبل اتهام الناس لهم لظهور شفافية الأنصاف التي هي من ملازمات التقوى ولحساسية مال المعصوم ع الذي في أيديهم وقد وجه الإمام ع بصرف ماله في المدينة التي جبي منها وما يزيد يرحل للمدن والقرى الأخرى والوكيل الصالح لعهده أعراض صحية. منها: (انتشار العلم) و(التقوى) و(هزيمة الفقر) و(الجهل) و(ارتفاع راية الإيمان) و(اندحار الشك وحملته) و(يكثر العلماء الحقيقيون) و(شروحات الدين) و(الوحدة بين المؤمنين).. ومن صفاته أنه يودع مال الإمام بعيدا عن ماله حتى لا يصير بعد ذلك إرثا لأولاده أو مطمعا لهم ولا يكون ذلك إلا بنظام وقف أو نظام وصاية صارم يحفظ مال المعصوم ع. ولا يقل أحد أن هذا كثير على وكيل نقول  المال موجود على مر العصور لهذا وأكثر بعدد مليوني أو ملياري إذا صرف بعدالة وتقوى بعيدا عن الجهل والغرائز والتملك والمحاباة والعائلية والتبعية وغيرها من الأمراض المنتشرة حاليا وهذا ليس صعب التطبيق على الوكيل بشرط وجود النية الصادقة والنظام واستعمال الرجال الصالحين مع رسم سياسة واضحة لمشاريعه والتأكد من سلامة نتائجها كل فترة.. والعكس عكسه وما عليك سوى النظر بفحص العاقل المنصف وما حدث انشقاقات في مذهبنا على مر التاريخ إلا وراءه وكيل عشق المال ومنعه.. فهو يبني ذاته عوضا عن بناء الإنسان ويبني عرشه بديل المجتمع فتكثر في زلات لسانه كلمات التملك ك(عندي) و(أملك) و(لا أعطي) و(أعطي)و(في حسابي) و(اشتريت) و(بعت) وغيرها من الكلمات البشعة التي لا تليق بوكيل يدعي النزاهة.. وهناك قاموس يحفظه الشرفاء من الوكلاء والمدراء...الذين هم على المال العام ك(صدر أمر شراء أو بيع للمؤسسة) و( أودع في صندوق الصدقات) أو ( سيصرف لك) أو ( ينطبق عليك القانون الشرعي فأنت مستحق) أو يقول للفقير أو طالب العلم هذا حقك سيصرف لك وفق النظام والشرع...إلخ من العبارات التي لا تظهر فيها (أنا) الوكيل هذا لمن يهمه الأمر والصلاح والله الشاهد على ما نقول ونفعل.. ويا مجتمعنا للعمار والتطور امض. 
.................. 
سعيد القريشي....


كتب أخرى:

علاج فكري 1-4

تأليف:
الشيخ سعيد القريشي
النوع:
مقال
اللغة:
العربية